ابن عمر يقدم رؤية للحل في اليمن ويوضح الموقف السعودي
يمنات – صنعاء
أكد المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن، ومدير المركز الدولي لمبادرات الحوار، جمال بن عمر، إن التشارك بالسلطة، هي الطريقة لحل النزاع اليمني” في حال دعمت الولايات المتحدة هذا المسار”.
وقال بن عمر في مقال كتبه لصحيفة “الغارديان” البريطانية، إن “الحرب في اليمن لم تبدأ في 26 مارس 2015، ولكنها النقطة التي أصبحت فيها مستعصية”.
وأضاف”: في صباح ذلك اليوم عندما سقطت أولى القنابل على العاصمة صنعاء التي سيطر عليها “انصار الله” في الخريف السابق، وبعد أقل من شهر، قدمت السعودية مسودة قرار إلى مجلس الأمن الدولي طالبت فيه باستسلام “انصار الله” بدون شروط إلى الحكومة التي فرّت إلى في فندق بالرياض”. مبيناً أن هذه الشروط غير مرجحة لأنه لن يتم الاستجابة لها، ولكنها قدمت للسعوديين تبريرا بأثر رجعي بعدما ضغطوا على الزناد لمواصلة حربهم، إلا أنه وبعد ستة أعوام، فشلت دعوات الاستسلام بشكل واضح”.
ويرى ابن عمر إنه مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة، تكون الدبلوماسية الأمريكية قد عادت، لكنه يشير إلا أن “الإنذارات السعودية لا تزال تشكل الأساس للشروط المسبقة التي وضعتها الأمم المتحدة ومبادرة السلام التي اقترحتها السعودية”.
واعتبر المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، أن “هذه الشروط تشبه نهج يجب أن ترمش أولا، الذي استخدم مع الإيرانيين لدفعهم نحو المحادثات حول برنامجهم النووي، وهو يعرض الإدارة الأمريكية لخطر الانجرار إلى أكثر من ورطة في تعاملها مع الشرق الأوسط”.
ونوه إلى أن “العبثية بدت واضحة في اليمن الذي بات يسيطر فيه “انصار الله” على أكثر مما كانوا يسيطرون عليه عام 2015″، وأردف متسائلاً:” فكيف تتوقع منهم الاستسلام؟”.
و يرى ابن عمر أنه وبدلا من مساومة الطرفين بعضهم البعض حول وقف إطلاق النار، على الولايات المتحدة أن تقدم رؤية تعيد فيها تخيل شكل تسوية تقوم على التشارك بالسلطة، وقبل أن تبدأ بهذا، عليها فهم سبب وكيفية اندلاع الحرب”.
و لفت إلى أن النزاع كان قد بدأن بمحاولة الحكومة النعترف بها دوليا فرض نظام حكم فدرالي وافق عليه كل اليمنيين بمن فيهم “انصار الله” أثناء جلسات الحوار الوطني، و من ناحية مبدئية على النظام الفدرالي وسط خلاف واضح حول كيفية ترسيم المناطق.
وتابع: “وخلافا لنصيحة الأمم المتحدة، حاولت الحكومة فرض حل فدرالي يقوم على ست مناطق، يتم فيها حصر “انصار الله” في المناطق الجبلية الفقيرة بدون منفذ على البحر أو المصادر الطبيعية، وتقسيم الجنوب إلى منطقتين فدراليتين، ضد رغبات الانفصاليين والاشتراكيين”.
ومضى قائلاً: “وفي ظل المعارضة القوية، دفعت الحكومة بحلها وكأنه قد اكتمل. وخلافا لنصيحة الأمم المتحدة، فشلت الحكومة في توسيع المشاركة فيها كما اشترط الحوار الوطني، ولم يؤد التعديل الوزاري إلا لتأكيد الشكل القديم واستبعاد الحوثيين من المشاركة”.
و أضاف: “ولجأ هؤلاء إلى العنف من أجل إنجاز أهدافهم السياسية وبقوة السلاح، وحتى بعدما تعهدوا بتسوية خلافاتهم عبر الحوار السياسي، إلا أن أسوأ أزمة إنسانية في العالم هي النتيجة بعد ستة أعوام من الحرب”.
و شدد ابن عمر على” ضرورة أن تعالج أية تسوية سياسية هذه القضايا الخلافية، وفي حالة إعادة رسم مناطق الدولة الفدرالية يجب التعامل مع الوقائع الجديدة على الأرض، وهذا يحتاج لوقت، ولا حاجة للاتفاق عليها قبل بداية العملية السلمية، وربما تم التوافق على مجموعة من المبادئ في اتفاق سلام يتم من خلاله منح تفويض لهيئة مستقلة تقوم بترسيم المناطق الفدرالية”. مؤكداً أن “أي اتفاق لا يتعامل مع هذه الاعتبارات مآله الانهيار”.
وتابع: “ومن هنا فالالتزام الثابت بالشروط المسبقة كأساس للمحادثات هو مثل الأشجار التي تخفي وراءها غابة، وأصبح الحديث حول الشروط بمثابة عملية دائرية لا طرف فيها مستعد للتنازل، وكل هذا في وقت ينزلق فيه اليمن نحو المجاعة والبؤس”.
و توقع ابن عمر، أن هناك من سيقول إن تخلي الولايات المتحدة عن الشروط المسبقة، علاوة على التفاوض مع “انصار الله”، هو عبارة عن استسلام ومكافأة لهم على فرض أنفسهم بالقوة على الحكومة، إلا أن هناك عدة أمثلة عن جماعات مسلحة، من الجيش الجمهوري الايرلندي إلى طالبان فعلت نفس الشيء، وتفاوضت الولايات المتحدة على تسوية سلمية مع الجماعتين.
و وفقاً للمبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن، إذا كان هناك وضوح من أمريكا مع أنصار الله والجنوبيين وأن مطالبهم ومظاهر قلقهم سيتم التعامل معها على طاولة المفاوضات، فهناك فرصة للسلام، ويجب أن يقوم الحل السياسي على التشارك بالسلطة، “وربما لم يكن الحل الأمثل، لكنه بديل عن الحرب”.
ويختم بن عمر مقاله في “الغارديان” قائلاً: “كما أعرف من التجربة الشخصية، عندما يبدأ اليمنيون بالحديث، فكل شيء ممكن، والتمسك بمطالب لم يتم القبول بها عام 2015 أو خلال السنوات الستة التالية لن يؤدي إلا إلى استمرار الحرب”.
و عاد جمال بن عمر، إلى إثارة الجدل، مساء الأربعاء الماضي، خلال ظهوره في برنامج “بلا حدود” على قناة “الجزيرة”.
و اتهم بن عمر أنصار الله، بارتكاب خطيئة بسبب اجتياحهم العسكري للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ورفضهم المسار السياسي في البلاد، كما انتقد تدخل التحالف السعودي عسكرياً في اليمن. مؤكداً أنه “فاقم من المشكلة هناك”.
و قال إن الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح هو من سهل لـ”انصار الله” السيطرة على العاصمة صنعاء، بعد تطمينهم بعدم وجود أي مقاومة لتحركاتهم، لأنه كان مسيطرا على الجيش والأمن بكل تشكيلاتهما حتى بعد تركه للرئاسة.
وأشار أن “الثورة المضادة في اليمن بدأت فور توقيع صالح على المبادرة الخليجية بعد أن رفض مناصروه كل قرارات الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي”.
و رحب بالمبادرة السعودية التي أعلن عنها وزير خارجيتها، الإثنين الماضي. مؤكداً أن المملكة دخلت في مستنقع ويجب أن تخرج منه.
و رأى ابن عمر، إنه “منذ 2015، لم يحصل أي تقدم في العملية السياسية في اليمن، وكل ما قُدم مبادرات لا ترقى للحل الشامل”. مؤكداً أن” الحل في اليمن يكمن في تقاسم الفرقاء السياسيين للسلطة، ويجب العمل على إيجاد حل شامل يرضي الجميع، وعلى الأطراف اليمنية أن تقدم حلولها المقترحة للأزمة في البلاد، كما أن على الدول الداعمة لليمن أن تقدم رؤيتها للحل أيضا.
و نوه إلى أن”الوضع في اليمن كان يمنيا خالصا، و أن التدخل العسكري فاقم من المشكلة هناك، و لا حل إلا بالحوار، لأنه لا يوجد طرف قادر على سحق الآخر مهما طالت الحرب.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.